بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمدَ لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفرُه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مضلّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله - وحده لا شريك له -.
وأشهد أنّ محمدا عبده ورسولُه .
{ يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا ا لله حقّ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
{ يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرًا ونساءًا واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا}.
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا يصلحْ لكم أعمالكم ويغفرْ لكم ذُنوبكم ومن يطعِ الله ورسولَه فقد فاز فوزًا عظيما}.
إخواننا المسلمين - على وجه هذه المعمورة - :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإني أحمد الله - تعالى-على ما يسّر وسهّل من افتتاح موقعي العلمي الإلكترونيّ- والذي سمّيته : ( دعوتنا )، والذي سيكون مختصاً – الآنَ – بأشرطة والدنا وشيخنا محدث العصر وفقيه الزمان العلامة محمد ناصر الدين الألباني -عليه رحمة الله ، وأسكنه فسيحَ جنانه ، وألحقنا به على خير، وجمَعَنا به في جنَّات النعيم - .
وإني لأتقدّم -بهذه المناسبة- بين يديْ إخواني-: بتعريف مختصر حول شخصي مُستعيناً بالله من شرِّ نفسي وسيّئات عَمَلي صاحب هذا الموقع- ؛ ليسهلَ الاتصال، وتتعمّق المعرفة، وتتوطّد الإخوّة ، وتزداد المودة والمحبة في الله -سبحانه وتعالى-.
وبناء عليه أقول:
* اسمي: محمد أحمد مسعود محمود أبوليلى ، الملقب بـ (أبو ليلى الأثري) ،وآبائي من قرية قوصين ، إحدى قرى نابُلُس .
* وُلدت في 22- ذي الحجة -1374 هجري الموافق 11-8- 1955 ميلادي ، في حي الإرَمي في القدس الشريف .
ومكان ولادتي لا يبعد أكثرَ من مئة وخمسين متراً عن منبر المسجد الأقصى.
* وقد تلقّيت تعليمي الابتدائي في (المدرسة البكرية) - نسبة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-، وكذلك في (المدرسة العمرية) – نسبة إلى عمرِ بن الخطابِ- رضي الله عنه- وهو مما أتشرّف به والحمد لله تعالى-.
* ومَكَثَتْ عائلتنا في حارة الإرَمي سنواتٍ ، لكن تحوَّلنا - بعد ولادتي بسنتين- إلى باب المغاربة ويسمى( باب البراق )- وهو مِن أبواب المسجد الأقصى- ملاصق لحائط البراق وعدد أبواب صور المسجد الأقصي ( خمسة عشرة بابآ ) - حرره الله- تعالى-.
* وظلَّ مقامنا في هذا المكان حتى عام( 1967) ؛ حيث هاجم اليهود - قاتلهم الله - هذه البلاد المباركة ، وأصحابها الشرعيين - من أهل فلسطين- وكانت النكسة، وخسر المسلمون بيتَ المقدس أرض الإسراء والمعراج ، والضفةَ الغربيةَ- التابعةَ – آنذاك - للأردن.
* وخرجنا من تلك الأرض المقدسة- مهاجرين- رغماً عنا- بسبب احتلال اليهود - قاتلهم الله- لهذه الأرض المباركة.
وإني لأعتزّ بمعرفتي المسجد الأقصى باباً باباً ، وقد تجوّلت فيه ، وصلّيت فيه - ولله الحمد، وله الفضل والمِنّة - .
* وبعد خروجنا من فلسطين كان مستقرّنا في مدينه السلط الأردنية ،والتي وجدنا فيها الأخوّة الصادقة، والمحبة الخالصة.
ولم نشعر– تلكم الأيامَ- بالغُربة بين أهلنا أهل السلط الكرام -حفظهم الله، وحفظ بلاد المسلمين – أجمعين-.
ومكثنا في هذه البلدة الطيبة ثلاث سنوات.
* وبعد ذلك غادرناها إلى مدينه الزرقاء الأردنية ؛ حيث كان أعمامي وأقاربي يُقيمون.
ولا نزال – إلى هذا اليوم- ماكثين في هذه المدينة العزيزة على قلوبنا ، والتي أصبحت جزءاً منا، وأصبحنا جزءاً منها.
ومدينة الزرقاء تبعد عن العاصمة عمان ما يقارب عشرين كيلو متراً- في حي الجندي على طريق أوتستراد الزرقاء –عمان.
وقد بنيت لأُسرتي بيتاً أرجو ربي - بعد أن أتمِّمه - أن يتسع لي ولأولادي – جميعاً -.
وأن يتسع - أيضاً لصالة كبيرة تكون خاصةً للعمل بهذا المشروع الجليل الكبير، المتعلّق بالأشرطة الخاصة بشيخنا الإمام الألباني -عليه رحمة الله -.
و أن يتسع َ - بإذن الله - أكثرَ وأكثرَ- ليكون مقرَّاً لمكاتبَ خاصةٍ للإخوة الأكارم ، والمشايخ الأفاضل.
ليكونَ هذا المشروع – كله – بتوفيق الله - وحده - بوّابةَ خير ونور ؛ لينتشر علمُ شيخنا الإمام الألباني رحمه الله - ومنهجه في العالم – كله-.
لعلّنا – بذلك - بإذن الله - نكون قد وفّينا لشيخنا – رحمه الله - شيئاً من حقِّه : في نشر علومه ، وإيصالها إلى كل محبّ ومخلص - أينما نزل وأينما حلّ-.
* وأوّل إقامتنا في مدينة الزرقاء : مارستُ العملَ بالتجارة عند بلوغي سنَّ السادسة عشرة من العمر؛ حيث فتح لي والدي- رحمه الله - محلاً تجارياً متخصِّصاً ببيع الملابس.
* وفي أول عملي بالتجارة : تزوّجتُ من ابنة خالي عطاف عبدالله حطّاب –حفظها الله ورعاها- وذلك عام 1976 م-.
وأنجبتُ منها سبعة ذكور، وأربع إناث:
تزوّج من الذكور -حتى الآن- خمسة، وبقي اثنان ، وتزوج من الإناث ثلاث، وبقي منهم واحدة.
نسأل الله - تعالى- ان ييِّسر زواجهم جميعاً ؛ وان يحفظنَا اللهُ وذرّيتي بالإسلام والسنه الصحيحه ، وأن يثبّتهم ، ويُحسن ختامَهم .
* وبفضل الله ، ومنّته ، وكرمه: قد تعرّفتُ - أوائلَ الثمانينات - إلى شيخنا محدث العصر، وفقيه الزمان، ناصرِ السُّنّةِ والدِّين ، العلامة الإمام محمد ناصر الدين الالباني - رحمة الله عليه -.
* وقد نذرتُ – منذ ذلك الزمان - ولله الحمد- نفسي في خدمة إمامنا وعلمه في حلِّه وترحاله ، وأفنيت عمري – محتسباً ذلك - كلَّه - في سبيل الله - تعالى- فيما أرجو- خادماً له في خاصّة نفسه ؛ فضلاً عما أعانني الله عليه، ووفقني إليه من متابعة تسجيل دروسه، ومحاضراته، ولقاءاته –الخاصة والعامة- داخلَ الأردن وخارجها.
* وقد سافرتُ معه – رحمه الله - إلى بيت الله الحرام ، مؤدِّين فريضة الحج.
واعتمرتُ معه – قبل هذه الحجّة - ثلاث مرات في سنوات مختلفة - غير عُمرة الحج-.
* وكل هذا- ولله الفضل- جعلني أقترب من الشيخ كأني ظلُّه ،أدخل بيته بدون موعدٍ - ليلاً ونهاراً-.
وكثيراً ما كان شيخنا يقول لبعض الناس: (أبوليلى من أهل البيت).
* وكنت – بسبب مُتابَعتي للشِيخ ومَجالستِه - أترك بيتي ، ووالدتي، وأهلي ، وأولادي ، ودكّاني في سبيل الله- فيما أرجو- أولاً-، ثم في خدمة شيخنا وعلمه الجليل الذي يستقيه من الكتاب والسنة، وعلى فهم سلفنا الصالح.
* وكانت جُلُّ جهودي - في نشر هذا العلم في كل مكان - شخصية لم يمدَّني أحدٌ ، ولم يكن لي عون من أحد إلا الله- سبحانه وتعالى-.
سائلاً ربي الإخلاصَ والسداد.
وإن كان بعض المحبِّين قدَّم لي شيئاً من ذلك: فبصورة شخصية محضة – ومتبادَلة-.
* لكني أقول- من باب التحدُّث بفضل الله -سبحانه-:
كانت والدتي - رحمها الله- وزوجتي - حفظها الله راضيتين - كل الرضا- بخدمة شيخنا ، وخدمة الكتاب والسنة،والدعوة إليهما ، بل كانتا عوناً كبيراً لي على ذلك
ولم يكن أي من ذلك - كله- سبباً في أن ينقصهم أي شيء من شؤون الدنيا وأحوالها- بتوفيق من الله - وحده-.
بل قد حقّق الله - عز وجل- لي في تلك الأيام المباركة كثيراً من الخير- في ديني ودنياي- .
*وإني لأعتز -جداً- بهذا التاريخ العلمي الدعوي - كله- مع شيخنا- رحمه الله -،وسأبقى كذلك- ما حييتُ - بإذن الله – تعالى-.
وقصصي معه - تغمّده الله برحمته - كثيرة ، وكثيرة – جداً-؛ لعلّه يتّسع المجال - في القابل من الأيام- لذكرها على التوالي؛ حتى يطّلع عليها المخلصون من إخواننا، والمحبّون لسنة نبينا- صلى الله عليه وسلم-.
* وهكذا مضت الأيام والسنون، وقضيتُ مع شيخنا- رحمه الله- ثماني عشرة سنة -كظلِّه-ولله الحمد-.
... ولعلّي-فيما بعد- إن شاء الله - أكتبُ قصة وفاته- تامّةً- رحمة الله عليه-.