عنوان المجلس : (الكلامُ عَن أوضاعِ وصعوباتِ حَجّ 1412 هجري (2) رقم: 1381      

لَا نَسْمَحُ بِعَرْضِ المَوَاد العِلْمِيَّةِ لِهَذَا المَوْقِعِ عَلَى أيِ مَوْقِعٍ آخَرَ، وَلَا بِأيِ شَكْلٍ مِنَ الأَشْكَالِ، وعِنْدَ الله تَجْتّمِعُ الخُصُومُ.... قراءة المزيد


حُقُوقُ التَّسجِيلِ والطَّبعِ لِمُحمّد أحمَد أبُو لَيلَى الأَثَرِي بِصوتِ الإِمامِ الألبَانِي .رَقمُ الشَّرِيطِ 777 اضغَط لِلسّماعِ


بسم الله الرحمن الرحيم
 
إنّ الحمدَ لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفرُه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مضلّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله - وحده لا شريك له -.
وأشهد أنّ محمدا عبده ورسولُه .
{ يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا ا لله حقّ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
{ يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرًا ونساءًا واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا}.
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا يصلحْ لكم أعمالكم ويغفرْ لكم ذُنوبكم ومن يطعِ الله ورسولَه فقد فاز فوزًا عظيما}.
إخواننا المسلمين - على وجه هذه المعمورة - :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإني أحمد الله - تعالى-على ما يسّر وسهّل من افتتاح موقعي العلمي الإلكترونيّ- والذي سمّيته : ( دعوتنا )، والذي سيكون مختصاً – الآنَ – بأشرطة والدنا وشيخنا محدث العصر وفقيه الزمان العلامة محمد ناصر الدين الألباني -عليه رحمة الله ، وأسكنه فسيحَ جنانه ، وألحقنا به على خير، وجمَعَنا به في جنَّات النعيم - .
وإني لأتقدّم -بهذه المناسبة- بين يديْ إخواني-: بتعريف مختصر حول شخصي مُستعيناً بالله من شرِّ نفسي وسيّئات عَمَلي صاحب هذا الموقع- ؛ ليسهلَ الاتصال، وتتعمّق المعرفة، وتتوطّد الإخوّة ، وتزداد المودة والمحبة في الله -سبحانه وتعالى-.
وبناء عليه أقول:
* اسمي: محمد أحمد مسعود محمود أبوليلى ، الملقب بـ (أبو ليلى الأثري) ،وآبائي من قرية قوصين ، إحدى قرى نابُلُس .
* وُلدت في 22- ذي الحجة -1374 هجري الموافق 11-8- 1955 ميلادي ، في حي الإرَمي في القدس الشريف .
ومكان ولادتي لا يبعد أكثرَ من مئة وخمسين متراً عن منبر المسجد الأقصى.
* وقد تلقّيت تعليمي الابتدائي في (المدرسة البكرية) - نسبة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-، وكذلك في (المدرسة العمرية) – نسبة إلى عمرِ بن الخطابِ- رضي الله عنه- وهو مما أتشرّف به والحمد لله تعالى-.
* ومَكَثَتْ عائلتنا في حارة الإرَمي سنواتٍ ، لكن تحوَّلنا - بعد ولادتي بسنتين- إلى باب المغاربة ويسمى( باب البراق )- وهو مِن أبواب المسجد الأقصى- ملاصق لحائط البراق وعدد أبواب صور المسجد الأقصي ( خمسة عشرة بابآ ) - حرره الله- تعالى-.
* وظلَّ مقامنا في هذا المكان حتى عام( 1967) ؛ حيث هاجم اليهود - قاتلهم الله - هذه البلاد المباركة ، وأصحابها الشرعيين - من أهل فلسطين- وكانت النكسة، وخسر المسلمون بيتَ المقدس أرض الإسراء والمعراج ، والضفةَ الغربيةَ- التابعةَ – آنذاك - للأردن.
* وخرجنا من تلك الأرض المقدسة- مهاجرين- رغماً عنا- بسبب احتلال اليهود - قاتلهم الله- لهذه الأرض المباركة.
وإني لأعتزّ بمعرفتي المسجد الأقصى باباً باباً ، وقد تجوّلت فيه ، وصلّيت فيه - ولله الحمد، وله الفضل والمِنّة - .
* وبعد خروجنا من فلسطين كان مستقرّنا في مدينه السلط الأردنية ،والتي وجدنا فيها الأخوّة الصادقة، والمحبة الخالصة.
ولم نشعر– تلكم الأيامَ- بالغُربة بين أهلنا أهل السلط الكرام -حفظهم الله، وحفظ بلاد المسلمين – أجمعين-.
ومكثنا في هذه البلدة الطيبة ثلاث سنوات.
* وبعد ذلك غادرناها إلى مدينه الزرقاء الأردنية ؛ حيث كان أعمامي وأقاربي يُقيمون.
ولا نزال – إلى هذا اليوم- ماكثين في هذه المدينة العزيزة على قلوبنا ، والتي أصبحت جزءاً منا، وأصبحنا جزءاً منها.
ومدينة الزرقاء تبعد عن العاصمة عمان ما يقارب عشرين كيلو متراً- في حي الجندي على طريق أوتستراد الزرقاء –عمان.
وقد بنيت لأُسرتي بيتاً أرجو ربي - بعد أن أتمِّمه - أن يتسع لي ولأولادي – جميعاً -.
وأن يتسع - أيضاً لصالة كبيرة تكون خاصةً للعمل بهذا المشروع الجليل الكبير، المتعلّق بالأشرطة الخاصة بشيخنا الإمام الألباني -عليه رحمة الله -.
و أن يتسع َ - بإذن الله - أكثرَ وأكثرَ- ليكون مقرَّاً لمكاتبَ خاصةٍ للإخوة الأكارم ، والمشايخ الأفاضل.
ليكونَ هذا المشروع – كله – بتوفيق الله - وحده - بوّابةَ خير ونور ؛ لينتشر علمُ شيخنا الإمام الألباني رحمه الله - ومنهجه في العالم – كله-.
لعلّنا – بذلك - بإذن الله - نكون قد وفّينا لشيخنا – رحمه الله - شيئاً من حقِّه : في نشر علومه ، وإيصالها إلى كل محبّ ومخلص - أينما نزل وأينما حلّ-.
* وأوّل إقامتنا في مدينة الزرقاء : مارستُ العملَ بالتجارة عند بلوغي سنَّ السادسة عشرة من العمر؛ حيث فتح لي والدي- رحمه الله - محلاً تجارياً متخصِّصاً ببيع الملابس.
* وفي أول عملي بالتجارة : تزوّجتُ من ابنة خالي عطاف عبدالله حطّاب –حفظها الله ورعاها- وذلك عام 1976 م-.
وأنجبتُ منها سبعة ذكور، وأربع إناث:
تزوّج من الذكور -حتى الآن- خمسة، وبقي اثنان ، وتزوج من الإناث ثلاث، وبقي منهم واحدة.
نسأل الله - تعالى- ان ييِّسر زواجهم جميعاً ؛ وان يحفظنَا اللهُ وذرّيتي بالإسلام والسنه الصحيحه ، وأن يثبّتهم ، ويُحسن ختامَهم .
* وبفضل الله ، ومنّته ، وكرمه: قد تعرّفتُ - أوائلَ الثمانينات - إلى شيخنا محدث العصر، وفقيه الزمان، ناصرِ السُّنّةِ والدِّين ، العلامة الإمام محمد ناصر الدين الالباني - رحمة الله عليه -.
* وقد نذرتُ – منذ ذلك الزمان - ولله الحمد- نفسي في خدمة إمامنا وعلمه في حلِّه وترحاله ، وأفنيت عمري – محتسباً ذلك - كلَّه - في سبيل الله - تعالى- فيما أرجو- خادماً له في خاصّة نفسه ؛ فضلاً عما أعانني الله عليه، ووفقني إليه من متابعة تسجيل دروسه، ومحاضراته، ولقاءاته –الخاصة والعامة- داخلَ الأردن وخارجها.
* وقد سافرتُ معه – رحمه الله - إلى بيت الله الحرام ، مؤدِّين فريضة الحج.
واعتمرتُ معه – قبل هذه الحجّة - ثلاث مرات في سنوات مختلفة - غير عُمرة الحج-.
* وكل هذا- ولله الفضل- جعلني أقترب من الشيخ كأني ظلُّه ،أدخل بيته بدون موعدٍ - ليلاً ونهاراً-.
وكثيراً ما كان شيخنا يقول لبعض الناس: (أبوليلى من أهل البيت).
* وكنت – بسبب مُتابَعتي للشِيخ ومَجالستِه - أترك بيتي ، ووالدتي، وأهلي ، وأولادي ، ودكّاني في سبيل الله- فيما أرجو- أولاً-، ثم في خدمة شيخنا وعلمه الجليل الذي يستقيه من الكتاب والسنة، وعلى فهم سلفنا الصالح.
* وكانت جُلُّ جهودي - في نشر هذا العلم في كل مكان - شخصية لم يمدَّني أحدٌ ، ولم يكن لي عون من أحد إلا الله- سبحانه وتعالى-.
سائلاً ربي الإخلاصَ والسداد.
وإن كان بعض المحبِّين قدَّم لي شيئاً من ذلك: فبصورة شخصية محضة – ومتبادَلة-.
* لكني أقول- من باب التحدُّث بفضل الله -سبحانه-:
كانت والدتي - رحمها الله- وزوجتي - حفظها الله راضيتين - كل الرضا- بخدمة شيخنا ، وخدمة الكتاب والسنة،والدعوة إليهما ، بل كانتا عوناً كبيراً لي على ذلك
ولم يكن أي من ذلك - كله- سبباً في أن ينقصهم أي شيء من شؤون الدنيا وأحوالها- بتوفيق من الله - وحده-.
بل قد حقّق الله - عز وجل- لي في تلك الأيام المباركة كثيراً من الخير- في ديني ودنياي- .
*وإني لأعتز -جداً- بهذا التاريخ العلمي الدعوي - كله- مع شيخنا- رحمه الله -،وسأبقى كذلك- ما حييتُ - بإذن الله – تعالى-.
وقصصي معه - تغمّده الله برحمته - كثيرة ، وكثيرة – جداً-؛ لعلّه يتّسع المجال - في القابل من الأيام- لذكرها على التوالي؛ حتى يطّلع عليها المخلصون من إخواننا، والمحبّون لسنة نبينا- صلى الله عليه وسلم-.
* وهكذا مضت الأيام والسنون، وقضيتُ مع شيخنا- رحمه الله- ثماني عشرة سنة -كظلِّه-ولله الحمد-.
... ولعلّي-فيما بعد- إن شاء الله - أكتبُ قصة وفاته- تامّةً- رحمة الله عليه-.